يقول شيخ الإسلام
ابن تيمية : والألفاظ العبرية تقارب العربية بعض المقاربة كما تتقارب
الأسماء في الاشتقاق الأكبر . وقد سمعت ألفاظ التوراة بالعبرية من مسلمة
أهل الكتاب فوجدت اللغتين متقاربتين غاية التقارب حتى صرت أفهم كثيرا من
كلامهم العبري بمجرد المعرفة بالعربية .... انظر : (مجموع الفتاوى)
ويقول ابن حزم الأندلسي : إن الذي وقفنا عليه وعلمناه يقينا أن السريانية
والعبرية والعربية – التي هي لغة مضر وربيعة لا لغة حمير – واحدة تبدلت
بتبدل مساكن أهلها، فحدث فيها جرس كالذي
يحدث من الأندلسي إذا رام لغة أهل القيروان، ومن القيرواني إذا رام لغة أهل
الأندلس، ومن الخراساني إذا رام نغمتهما. ونجد من سمع لغة أهل " فحص
البلوط "، وهي على ليلة واحدة من قرطبة، كاد يقول إنها لغة أخرى غير لغة
أهل قرطبة. وهذا في كثير من البلاد. فإنه بمجاورة أهل البلدة لأمة أخرى،
تتبدل لغتها تبدلا لا يخفى على من تأمله. ونحن نجد العامة قد بدلت الألفاظ
قي اللغة العربية تبديلا. وهو في البعد عن أصل تلك الكلمة كلغة أخرى، ولا
فرق. فنجدهم يقولون في العنب: العينب … فمن تدبر العربية والعبرانية
والسريانية أيقن أن اختلافها إنما هو من نحو ما ذكرنا من تبديل ألفاظ الناس
على طول الأزمان، واختلاف البلدان، ومجاورة الأمم، وأنها لغة واحدة في
الأصل .... انظر (الإحكام في أصول الأحكام).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق