تاريخ اليهود في اليمن مختلف فيه ، إلا أن وجودهم في اليمن على الأرجح
يعود لزمن السبي البابلي وربما إلى زمن سليمان عليه السلام ، وقد ظلوا على
صلات مع بني جلدتهم في الشام على مر الزمن إلى أن تم تهجيرهم جميعاً إلى
دولة الصهاينة "إسرائيل" إلا مئات ظلوا في اليمن إلى يومنا هذا .. ولبعدهم
عن الشام في ظل وسائل الاتصال القديمة البدائية ؛ كانت كتبهم تختلف كثيراً
عن كتب يهود الشام التي خضعت للتقنين الماسوري"التحريف الموجه"
، واختلفت كذلك عقيدتهم في النبي محمد صلى الله عليه عن غيرهم من اليهود ،
فقد زعموا أنه نبي للعرب دون غيرهم .. ومع الوقت صار كتابهم ككتاب
الشاميين وعقيدتهم كعقائد الشاميين من اليهود.
ومن رؤوس يهود اليمن ، الحاخام نثنائيل ابن الفيومي صاحب كتاب بستان العقول ؛ من أعلام القرن الثاني عشر الميلادي .. والذي جاء بنصوص في الفصل السادس "فضائل المسيح" من كتابه ؛ اختلفت كثيراً عن نصوص النسخة الماسورية الحالية ..
ومن أمثلة ذلك قوله في المسيح الخاتم:
(وكما افترض علينا سبحانه الفرائض التي تكون من قرابين وسواها في "ימות המשיח" ولم عاد يظهر ، كمثلما مشروح على لسان النبي يحزقيل عليه السلام في אלאולמות من قرابين وبناء البيت ، وكذلك التئام جميع الأمم إلى المسيح عليه السلام ؛ لقوله "ונקוו אליו כל הגוים לקרא כלם וג') .. انتهى
فالنص الذي أورده هو = "ונקוו אליו כל הגוים לקרא כלם וג'" = "وتجتمع إليه كل الأمم ليدعون كلهم .. إلخ"
فمن تتبع هذا النص سيجد أن له طرفين ، طرفاً في إرمياء وطرفاً في صفنياء
نقرأ في إرمياء 3 : 17 "ונקוו אליה כל הגוים" وترجمته " وتجتمع إليها كل الأمم" .. والسياق يتحدث عن أورشليم بضمير الغائب للمؤنث لا عن المسيح ! .. بينما في نص نثنائيل يتحدث عن المسيح !
فالنص كاملاً في إرمياء هو "בעת ההיא יקראו ליורשלם כסא יהוה ונקוו אליה כל הגוים לשם יהוה לירושלם ולא ילכו עוד אחרי שררות לבם הרע" = سميث وفانديك "ذلك الزمان يسمون أورشليم كرسي الرب ويجتمع إليها كل الأمم ، إلى اسم الرب ، إلى أورشليم ، ولا يذهبون بعد وراء عناد قلبهم الشرير"
بينما نقرأ في صفنياء 3 : 9 "לקרא כלם" = "ليدعوا كلهم".
والنص كاملاً يتحدث عن المؤمنين في آخر الزمان فيقول "כי אז אהפך אל עמים שפה ברורה לקרא כלם בשם יהוה לעבדו שכם אחד" = سميث وفانديك "لأني حينئذ أحول الشعوب إلى شفة نقية ، ليدعوا كلهم باسم الرب ، ليعبدوه بكتف واحدة".
فصار نص نثنائيل الفيومي "وتجتمع إليه كل الأمم ليدعوا كلهم .. إلخ =< باسم الرب وليعبدوه بكتف واحدة"
فمن صفات المسيح عند اليهود أن كل الأمم يجتمعون إليه ويدعون كلهم باسم الرب ويعبدوه بكتف واحدة "انظر لبيت الله الحرام لتعلم في أي شخص تحققت تلك النبؤة المخفية"..
والأعظم من ذلك أن نثنائيل ذكر مرجع النص بكلمة عبرية مسبوقة بألف لام التعريف العربية وهي "אולמות" = "الدهاليز" ونسبه إلى النبي يحزقيال ! .. فهل قصد سفر حزقيال المعروف ؟ لا .. فلا أثر لذلك النص فيه ! فأي كتاب إذن ؟ حقاً لا أعلم ماذا تعني تلك الكلمة على وجه الاصطلاح !
نحتاج إلى إجابة !
#وإنه_لفي_زبر_الأولين #توراة_محرفة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق