السبت، 13 أبريل 2019

يسوع الناصري - نظرة لغوية


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
فقد لفت نظري تعدد المنشورات التي تتكلم عن لفظ "نصارى" واستقباحهم لها ؛ ونقل بعض الأخوة تسجيلًا لبابا النصارى "شنودة" يقول أنها نسبة ل"يسوع" "الناصري"..
 
أقول وبالله التوفيق :

لفظ نصراني أصله آرامي "وهي لسان المسيح عليه السلام وقومه" ؛ وهو على وزن فعلان مضاف إليها ياء النسبة.

وهذه النهاية ذات المد والنون في الآرامية وكذا الأمورية "جدة الأرامية" إنما هي للوصف المتعدي " راجع المنشور هنا"؛ أي أن "نصران" صفة متعدية معناها "الذي ينصر"
والمسيح عليه السلام لم يكن نصرانيًا "ولا ناصريًا كما تترجم خطأً عن اليونانية التي لم تكن لسان المسيح عليه السلام" ولا منسوبًا للناصرة إذ لم تكن ناصرة إلا بعد المسيح عليه السلام بزمن "ثابت بالحفريات الأثرية = نقلًا عن بارت إرمان" مما يكذب قولهم "أتى ليسكن في الناصرة لكي يتم ما قيل في الأنبياء أنه يدعى ناصريًا" ؛ فلم ترد تلك النبوة في الأنبياء "ها هو بين يديكم الكتاب فتشوه" إلا أن يكون اليهود قد حرفوها كما قال قديسهم "يستينوس -الشهيد-" ؛ فلا مدينة ولا نبوءة!

وقد يأت أحد مدافعيهم فيقول : الناصرة ، الناصري والنصارى من "الفرع والغصن " ويستدلون بالنصوص الوارد فيها هذا المعنى .. وعليه فإن النبوءة حاضرة في الأنبياء خلافًا لما أدعي. 

أقول وبالله التوفيق :
سبحان الله العظيم ؛ إن كان الجهل عشرة أجزاء فأظن أنهم حازوا منه أحد عشر جزءًا!
هناك مسألة يجب على هؤلاء أن يدركوها ؛ بل من باب أولى على كل خائض في مسألة اللغة السامية "المقارن" أن يعيها جيدًا قبل أن يملأ المنتديات والكتب بجهله.
أن الرسم المكتوب يجوز له أن يحمل أكثر من صوت .. لا أقول هنا حرف.

مثالًا:
كلمة "حر" العربية قبل وضع النقاط يجوز لها أن تكون "جرَّ ، حزَّ ، خرَّ ، حرَّ ، جار، حار، حاز، ..." هنا الرسم دل على أكثر من صوت .. هذا في اللغة الواحدة ؛ عند المقارنة والمقابلة يوضع هذا الأمر في الاعتبار وإلا جئت بالأعاجيب. 


لذلك تجد المعاجم "المقارنة" تقسم الجذر أحيانا إلى " جذر 1 ، جذر 2 ، جذر 3" حسب كل حالة.

الجذر محل الحديث هنا هو "נצר" = "نون صاد راء" ؛ و رسم الصاد العبري يجوز له ثلاثة اصوات سامية "الصاد ، الضاد ، الظاء" ؛ وهذه الأصوات السامية كانت في الكنعانية القديمة ثم انقرضت وحل محلها نطق واحد "الصاد" = على القول الشائع ، وإن لم يكن فقد كان في اللسان السامي قبل تفرعه ؛ فالعمل واحد. 

فالجذر العبري "נצר" يحوي ثلاثة جذور وهي "نصر ، نظر ، نضر" .. فقولهم بأن نصارى والناصرة وخلافه من "الفرع والغصن" جهل بين ، فالمعنى الذي يدورون حوله إنما هو من الجذر "نضر" ، ولجهلم بما قلت يظنون أنهم يتكلمون عن "نصر" ثم يقارنون ويقابلون !
............

تقرير في دلالة الكلمة :

كل الشواهد النصية "الأرامية والعبرية" في كلمة "نصراني" ، "الناصرة" يجوز لها أحد الجذرين "نصر، نظر" دون الأخير "نضر" ، ولا يرجح بينهما إلا العربية "لاحتفاظها بالثلاثة أصوات" ؛ فالأصوب هو الجذر "نصر" وبما ينبني عليه من المعاني. 


#شبهات_لغوية_سامية
#عبرية_الكتاب #قطوف_سامية #العهد_الجديد_في_ظلال_اللغة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق