الاثنين، 18 مايو 2020

آثار المرجفين

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛
فمما يثير الحزن والشجن أن تنحى أهل الديانة عن علوم الدنيا وتركوها للمرجفين يعيثون بها فسادًا محاربين بها دين الله.

فتجد المرجفين من بني جلدتنا ممن درسوا علمًا من العلوم "التاريخ مثالًا" ؛ ترى أحدهم يتبنى أفكار الملحدين ومن على شاكلتهم؛ فيرى الإنسان كائنًا وُجد على الأرض بلا رشاد؛ فاخترع اللغة، واكتشف النار، ثم الزراعة؛ فعبد ظواهر الكون ثم تدرج فابتكر التوحيد ثم وثم؛ وتجد الدعي منهم يقول : أثبتت الحفريات أن لا ذكر للخليل ولا لموسى ولا لفلان من الأنبياء عليهم السلام؛ وكأن التماثيل والمسلات والمعابد كانت مدونة لكتابة تاريخ الأنبياء لا لتعظيم الجبابرة بالباطل. وإذا حاججت أحدهم بالقرءان؛ رد عليك هذا "المسلم" ألا مجال للدين في البحث العلمي التاريخي!
وكذلك في كل العلوم ؛ يسلك الدعي منهم مسالك الملحدين في كل باب منها ويزعم أنه مسلم.
كل هذا لا يثير الدهشة وإن كان عجيبًا ممن يدعي الإسلام؛ أما ما أعجب له أن تجد "المتخصصين" في علوم الأديان والفرق ممن يفترض فيهم العلم؛ يتبنون تقريرات الملحدين وأقوالهم فيما يخص الكتب والأنبياء تحت مسمى "علوم النقد" ؛ ولو عنده قليل من علم في دين الله لوجد كلامهم مصادمًا لعقيدة المسلمين ؛ بل قد رأيت من يقرر عقائد جديدة في الأنبياء والكتب تخالف ما عليه عقيدة المسلمين ثم يستنكر تارة ويخطئ الأئمة تارة!
فمنهم من يؤمن بتقريرات الملحدين في معارضة كتب أهل الكتاب وكأنها حق "نظرية المصادر ، انتحال الكتب من حضارات وشعوب الأرض، انتساب التوراة لعزرا وغيرها كثير".
ونسوا "أو جهلوا" بأن تلك التقريرات إنما بنيت على أصول إلحادية تنكر النبوة والوحي وتجعل الأسبق أصلًا للأحدث ، وما بني على أصول باطلة لابد وأن يكون باطلًا؛ وكان الأولى من هؤلاء "الفضلاء" أن يجعلوا دين الله حكما على الكتب وعلى علوم الغرب النقدية.
زمان عجيب أصبح الجهل فيه علمًا والعلم جهلًا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق