الخميس، 21 مايو 2020

وقالت اليهود يد الله مغلولة

قال تعالى "لولا ينهاهم الربانيون والأحبارُ عن قولهم الإثمَ وأكلهم السحتَ لبئس ما كانوا يصنعون .. وقالت اليهود يدُ اللهِ مغلولة غُلتْ أيديهم ولُعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان يُنفقُ كيف يشآء.... "
جاء قول الإثم وصفاً ملازماً لهم ثم ذكر الله مثالاً لما قالوا من الإثم .. تعالى اللهُ علواً كبيرا.
فهل اتهم اليهود الرب أن يده قاصرة عن العطاء ؛ تعالى وتقدس؟ نعم.
كان اليهود إذا طلبوا من الرب شيئًا ولم يعطهم ما أرادوا اتهموه بأنه "إما أصم فلم يسمع دعاءهم" وإما "سمعهم لكنه عاجزة يده عن التنفيذ" : تعالى الله علوًا كبيرًا ولعنوا بما قالوا.
وقد سجل كتابهم هذه الواقعة مرتين مرة زمن موسى ومرة زمن إشعياءُ عليهما السلام.
نقرأ في إشعياءُ 59 : 1-2 "سميث وفانديك"
١هَا إِنَّ يَدَ الرَّبِّ لَمْ تَقْصُرْ عَنْ أَنْ تُخَلِّصَ، وَلَمْ تَثْقَلْ أُذُنُهُ عَنْ أَنْ تَسْمَعَ.
٢بَلْ آثَامُكُمْ صَارَتْ فَاصِلَةً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِلهِكُمْ، وَخَطَايَاكُمْ سَتَرَتْ وَجْهَهُ عَنْكُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ.
هنا تقرير عن الرب أن يده غير قاصرة وأذنه غير ثقيلة عن السمع بل ذنوبهم هي التي حالت بينهم وبين إجابة الدعاء؛ وهو إعلام ضمني بما قاله اليهود عن الله فجاءهم هذا الجواب.
وفي سفر العدد أكثر تفصيلًا 11 : 1 ، 21-23
١وَكَانَ الشَّعْبُ كَأَنَّهُمْ يَشْتَكُونَ شَرًّا فِي أُذُنَيِ الرَّبِّ. وَسَمِعَ الرَّبُّ فَحَمِيَ غَضَبُهُ، فَاشْتَعَلَتْ فِيهِمْ نَارُ الرَّبِّ وَأَحْرَقَتْ فِي طَرَفِ الْمَحَلَّةِ.
..
٢١فَقَالَ مُوسَى: "سِتُّ مِئَةِ أَلْفِ مَاشٍ هُوَ الشَّعْبُ الَّذِي أَنَا فِي وَسَطِهِ، وَأَنْتَ قَدْ قُلْتَ: أُعْطِيهِمْ لَحْمًا لِيَأْكُلُوا شَهْرًا مِنَ الزَّمَانِ.
٢٢أَيُذْبَحُ لَهُمْ غَنَمٌ وَبَقَرٌ لِيَكْفِيَهُمْ؟ أَمْ يُجْمَعُ لَهُمْ كُلُّ سَمَكِ الْبَحْرِ لِيَكْفِيَهُمْ؟"
٢٣فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: "هَلْ تَقْصُرُ يَدُ الرَّبِّ؟ الآنَ تَرَى أَيُوافِيكَ كَلاَمِي أَمْ لاَ".
لمجرد تأخر الإجابة عنهم اتهموا الرب بالصمم؛ وهو صريح النص "عدد 1"، وقصر اليد ؛ وهو مفهوم ضمنًا "العدد 21" وإن نسبوه لموسى عليه السلام زورًا كعادتهم؛ فعوقبوا بالنار جزاءًا لكفرهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق