الجمعة، 12 أبريل 2019

الروايات التوراتية المتوازية وشركية المحرفين - منشور تمهيدي


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد ؛
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد – صلى الله عليه وسلم – وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة؛

امتلأت كتب اليهود بالمغالطات والأخطاء والتناقضات ما لا يسع المقام بيانها لكثرتها ، وكانت نتاجاً لعبث العابثين بكتب الله المنزلة على أنبيائه عليهم السلام ؛ فحرفوا وبدلوا وأضافوا وأخفوا ولحنوا في كلام الله بليِّ اللسان ، وكل ذلك ثابت في كتب النقد للكتاب العبري لأصحابها من غير المسلمين ؛ فمن أراد الرجوع إليها فليرجع .. وقد بين الله لنا حالهم وحال كتابهم في القرءان ؛ فلا يسعنا في ذلك إلا أن نقول "صَدَقَ الله".
وكانت إحدى صور التحريف التي طالت كتاب اليهود : ما تسمى ب "الروايات المتوازية" ؛ وهي أن يورد الكتاب روايتين لنفس الحدث مع اختلاف تفاصيل كل رواية عن الأخرى واتفاقهما في الخطوط الأساسية ، وقد كثرت تلك الروايات في الأسفار الخمسة التوراتية وبالأخص سفر التكوين ، ومن تتبع تلك الروايات تبين له أنها إنما جُمعت من مصدرين مختلفين ؛ جمعهما محرر ما ؛ عثر على الروايتين ولم يستطع ترجيح إحداهما على الأخرى فمزج بينهما في قالب واحد ، أو أنه أوردهما لتتمم إحداهما الأخرى من حيث التفصيل ، أو أنه جدَّ على اليهود من المحدثات ما تطلَّب تأليفَ رواية ثانية – لحدث ثابت في كتابهم – تتضمن ما يوافق متطلبهم التشريعي أو العقدي ؛ ثم أوجدوا لها سبيلاً في الكتاب.

ومع الخوض في أكثر هذه الأمثلة بالتفنيد ؛ سيتبين للقارئ أمران أساسيان تُخفيهما الترجمات بشتى أنواعها إلا ما قلَّ :
 

الأول : 
 تباين كل روايتين متوازيتين من حيث القواعد اللغوية والأسلوب البلاغي ؛ ما يؤكد أنهما من مستويين لغويين مختلفين مكاناً أو زماناً أو مكاناً وزماناً ، أو بمعنى آخر : اختلاف مصدر كل رواية منهما.
 

الآخر :
  أن في أغلب حالات الروايات المتوازية ؛ نجد أن إحدى الروايتين – وهي الأحدث زماناً في أغلب الحالات – تحمل بذوراً شركية أو إشكالاً عقدياً صريحاً مما يبين الخلفية العقدية الشركية لمؤلفها ، وهي على ذلك باطلة من وجهة النظر الإسلامية بخلاف بطلانها من الناحية النقدية العلمية.
والله المستعان

#شركية_المحرفين
#توراة_محرفة
#الروايات_التوراتية_المتوازية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق