السبت، 13 أبريل 2019

جانب من حجج القرءان الخبرية والعقلية في مسألة بشرية المسيح


يقول تعالى "لقد كفرَ الذين قالوآ إن اللهَ هو المسيحُ بن مريم وقالَ المسيحُ يابني إسرائيل اعبدوا اللهَ ربي وربُّكم إنه من يُشرك باللهِ فقد حرَّمَ اللهُ عليه الجنةَ ومأواهُ النارَ وما للظالمين مِن أنصار"
 
نجد في هذه الآية حجة خبرية "نقلية مجازًا" ؛ أنتم تعبدون المسيح وهو لم يدع الألوهية ؛ بل قال اعبدوا الله ربي وربكم ؛ وبيّن لكم مصير المشركين بالحرمان من الجنة "ملكوت السماوات" ودخول النار.. والعجيب أن هذه الملة لا تجد نصًا يصح نسبته للمسيح عليه السلام "حسب معاييرهم هم" يدعي فيها الألوهية لنفسه؛ بل ما عندهم يؤكد على بشريته واحتياجه وفقره لله في كل موضع وموقف ؛ فأي ضلال بعد هذا الضلال! بل ما نقله القرءان مجملًا لا يخالفه ما جاء مفصلًا عندهم في الكتاب. 

ويقول تعالى "ما المسيح بن مريمَ إلا رسولٌ قد خلت مِن قبله الرسلُ وأمه صديقةٌ كانا يأكلانِ الطعام انظر كيف نبينُ لهم الآياتِ ثم انظر أنى يؤفكون .. قل أتعبدون من دونِ اللهِ ما لا يملِكُ لكم ضرًا ولا نفعًا واللهُ هو السميع العليم"..

نجد في هذه الآية ؛ التي جاءت في نفس سياق الأولى وبعدها ؛ حجة عقلية.
فقد كان المسيح عليه السلام يأكل الطعام = بدونه سيهلك = مخلوق يعتمد على مخلوق ؛ ثم مصير هذا الطعام معلوم = فضلات = يستحي منها المخلوق فكيف بالخالق تعالى وتقدس... فهل هذا الضعيف المفتقر يملك لكم ضرًا أو نفعًا؟ .. والعجيب أن كتابهم يشهد بهذا كله على ما فيه من وضع البشر!.
..
نحمد الله ونكبره؛ الذي قال عن نفسه "وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدًا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق